مسئولون بالشرطة: اطلاق النار كان بأمر وزير الداخلية
كشفت لجنة تقصى الحقائق نقلاً عن شهود وقائع أحداث الاربعاء 2 فبراير المعروفة "بموقعة الجمل" رشق المتظاهرين بالميدان بواسطة أفراد تابعين للنظام السابق عن طريق قطع الطوب و كسر الرخام ، جلبوها بسيارات نقل من منطقة "شق التعبان"، وذلك فى بيانها الصادر صباح الخميس.
وأوضح البيان أنه في الوقت نفسه، اقبل آخرون من ناحية ميدان الشهيد عبد المنعم رياض يمتطون الجمال و الجياد، حاملين عصى غليظة و قطع حديد و أسلحة بيضاء ، وانهالوا بها ضربا على المتظاهرين ، فأصابوا و قتلوا و أحدثوا الرعب بينهم ، وأكد الشهود وصول مؤيدي النظام السابق إلى ميدان التحرير من كل صوب.
وأشارت اللجنة فى بيانها انهم تمكنوا من احتجاز بعضهم و تسليمهم للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وجارى الاستعلام عن هوياتهم.
وعلى الصعيد ذاته ، أشار البيان الى أن حوالي 120 من شهود الوقائع التي حدثت في القاهرة و الجيزة يوم "جمعة الغضب" في 28 يناير الماضى، أكدوا إطلاق الشرطة للأعيرة النارية و المطاطية و القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ووفاة أشخاص من المتظاهرين و إصابة آخرين.
وأضاف البيان ان بعض القناصة من الشرطة وقفوا على أسطح مجمع التحرير وفندق رمسيس هيلتون و مبنى الجامعة الأمريكية و ديوان وزارة الداخلية – القريب من ميدان التحرير- وأطلقوا النار على أشخاص من المتظاهرين.
كما أوضحت اللجنة أنها سألت اثنين من كبار رجال الشرطة السابقين على قرارات إطلاق النار حيث افادا بأن إطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين لايكون إلا بأمر من وزير الداخلية.
كما أدلى بعض الشهود بأسماء من شارك في هذا الاعتداء و ترتيبه و تمويله.
وأكد البيان تقديم عدد من أطباء مستشفى القصر العيني التعليمي الذين شاركوا في علاج المصابين – في موقع الأحداث و في مستشفى القصر العيني- عدة صور فوتوغرافية لمصابين و قتلى بأعيرة نارية ومطاطية ، حيث تبين إصاباتهم بالرأس والرقبة و الجزء العلوي من الجسم.كما أفاد طبيب أخر انه شاهد إحدى سيارات إسعاف القصر العيني الجديد " الفرنساوي" في ميدان التحرير محملة بالبلطجية.وقال بعض الشهود انه حال وقوفهم في مساءً 28 يناير الماضى على كوبري 6 أكتوبر من ناحية ميدان التحرير شاهدوا سيارة ، أخفى راكبوها لوحاتها المعدنية ، على الكوبري إلى جوار الطريق و بها عدد من البلطجية يحملون قطع حديد و أسلحة بيضاء ومعهم "جراكن "محملة بالبنزين ، فتوجهوا نحوهم لاستطلاع الأمر خشية قيامهم بإشعال النار في السيارات التي كانت تقف حينئذ في ذات المكان وعلموا منهم أنهم هم الذين احرقوا مبنى مقر الحزب الوطني الذي كانت تلتهمه النار في ذلك الوقت ، وعندئذ نزع أحدهم الغطاء الذي كان يستر لوحة السيارة و قام بتصويرها.
وأضاف الشهود -في ذلك الوقت- انهم راوا سيارة مدرعة بها ضباط امن مركزي و أربعة من رجال الشرطة يطلقون الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين أمام فندق رمسيس هيلتون.
وأضاف البيان انه ورد في أشرطة الفيديو التي قدمت للجنة و إذاعتها وسائل الإعلام المرئية صوراً لسيارتين مصفحتين للشرطة تنحرف الأولى عمدا لتصدم احد المتظاهرين و تسير الأخرى للخلف لتصدم آخرين.
كما شوهدت سيارة ثالثة – تحمل لوحات معدنية رقم 20 هيئة دبلوماسية - قيل أنها خاصة بحراسة السفارة الأمريكية تنطلق مسرعة في اتجاه شارع قصر العيني و تصدم من تصادفه في طريقها كما جاء في احد أشرطة الفيديو المقدمة للجنة.
و اشار البيان إلى انه جارى الاستعلام من السفارة الأمريكية بواسطة وزارة الخارجية عن ظروف و أسباب وجود هذه السيارة بين المتظاهرين.
كما أرسلت اللجنة في 22/2/2011 كتابا إلى وزارة الداخلية متضمنا موافاتها بالتعليمات الدائمة و الخطة الأمنية المقررة لمختلف القطاعات المعنية بالوزارة لمواجهه المظاهرات و على الأخص ذكر المختص بإصدار الأمر للقوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع و الأعيرة المطاطية و النارية وموافاتها أيضا عما إذا كانت صدرت أوامر في هذا الخصوص بمناسبة المظاهرات التي جرت في يوم 25/1/20111 حتى يوم 11/2/2011 عما إذا كان صدر أمرا بانسحاب الشرطة يوم 28/1/2011 من عدمه.
و قد أرسلت وزارة الداخلية تقريرا بالمعلومات فى هذا الشأن وأرسلت نسخة منه للنيابة العامة.
وفى مستشفى القصر العيني التعليمي ،أفاد شهود العيان من المصابين بالمستشفى أن تشكيلات كاملة من الأمن المركزي أمعنت فى ضرب المتظاهرين فى ميدان التحرير فضلا عن قيام قناصة من الأمن بملابسهم الرسمية فوق مبنى الجامعة الأمريكية و بعض المباني المحيطة بإطلاق النار عليهم.
كما ظهر فوق كوبري الجلاء تمركز بعض القوات التي عمدت إلى تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع ، والدهس بالسيارات ، و الضرب بالرصاص الحي بقصد القتل الذي يصل حد الإبادة حيث أطلق على احد الشباب 14 رصاصة حية دفعة واحدة بعد تفاديه محاولة دهسه بإحدى السيارات ، كما تم أمام جامع عمر مكرم إسقاط قتلى ، احدهم كان يحمل فوق رأسه الذي تهشم بالكامل لافته عليها " سلمية " ،كما تمت محاوله استدراج للمتظاهرين إلى الشوارع الجانبية لقتلهم بدون ادني رحمه لمن يسقط منهم أرضا لضمان إنهاء حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق