سقط قتلى وجرحى لا تزال التقديرات مختلفة بشأنهم في معارك عنيفة تشهدها مدينة راس لانوف وسط ليبيا بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والثوار المناهضين لنظامه، والذين قالت وكالة رويترز إنهم سيطروا على مطار المدينة، في حين أفادت مصادر متطابقة بأن قوات القذافي قصفت مدينة الزاوية غربي البلاد بأسلحة ثقيلة، وأسقطت عشرات القتلى.
وأكد مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد أن الثوار يسيطرون على تخوم مدينة راس لانوف، مضيفا أن حشودا منهم لا تزال تتوافد على المدينة، التي تعد آخر ميناء لتصدير النفط بقي تحت سيطرة القذافي.
وأضاف المراسل أن أفراد الكتائب الأمنية التابعة للقذافي في راس لانوف فروا من الموقع وتوجهوا نحو الصحراء، وأن الثوار سيطروا على معسكر موجود في مطار المدينة ووجدوا فيه عشرين جثة مكبلة.
الثوار زحفوا إلى راس لانوف بعد سيطرتهم على مدينة العقيلة غربي البلاد (الجزيرة)
حشود زاحفةوكان المراسل نفسه قد أفاد في وقت سابق اليوم بأن الثوار الليبيين زحفوا نحو مدينة راس لانوف بعد أن سيطروا على مدينة العقيلة في الشرق.
كما نقل المراسل في وقت سابق من منطقة الغراميد القريبة من العقيلة شرقي البلاد عن ناشطين من الثوار أن نحو سبعة آلاف مسلح توجهوا إلى منطقة راس لانوف لمساندة الثوار هناك، وذلك بعد أن بلغتهم أنباء عن انشقاق داخل الكتيبة الأمنية الموالية للقذافي في تلك المنطقة.
وأكد أن آلاف الثوار المسلحين في العقيلة والغراميد هبوا بعد سماعهم هذه الأنباء واتجهوا بأسلحتهم نحو راس لانوف وسرت غربي البلاد، وهي المناطق التي قيل إن كتائب القذافي الأمنية انطلقت منها نحو البريقة وأجدابيا في اليومين الأخيرين.
ومن جهته قال الضابط في المجلس العسكري الموالي للثورة في بنغازي العقيد عبد الله المهدي إن الثوار يتجهون نحو راس لانوف وإن هدفهم القادم هو العاصمة طرابلس لو تم تحييد الطيران الموالي للقذافي.
أما مراسل الجزيرة بيبه ولد مهادي فقد نقل عن مصادر وشهود عيان من مدينة الزاوية غربي ليبيا أن هذه المدينة –التي يسيطر عليها الثوار- تشهد معارك ضارية بين الثوار والقوات الموالية للقذافي.
مجزرة بالزاوية
وأضاف أن هذه المصادر تفيد بأن "مجزرة حقيقية" تجري في الزاوية، وأن ما لا يقل عن خمسين قتيلا سقطوا في المواجهات التي جرت اليوم، واستخدمت فيها قوات القذافي أسلحة فتاكة.
وأضاف أن هذه المصادر تفيد بأن "مجزرة حقيقية" تجري في الزاوية، وأن ما لا يقل عن خمسين قتيلا سقطوا في المواجهات التي جرت اليوم، واستخدمت فيها قوات القذافي أسلحة فتاكة.
وقد قصفت قوات القذافي الزاوية بقذائف الهاون واشتبكت بالرشاشات الثقيلة مع الثوار ووحدات من الجيش الليبي انضمت إليهم، وأفادت مصادر للجزيرة بأن العقيد الركن حسن وربوك قائد الثوار في الزاوية قتل في المعارك.
وقال الناشط الحقوقي عبد الحميد الشيخ إن كتائب القذافي تستخدم قذائف الهاون ومضادات الدبابات ضد الثوار في مدينة الزاوية، وذلك بعد أن انطلقت مظاهرات عارمة بعد صلاة الجمعة تطالب برحيل القذافي.
وفي اتصال هاتفي مع مراسل الجزيرة عبد الجبار منصور في منطقة الحرشة -وهي المدخل الغربي لمدينة الزاوية- قال إن مواجهات عنيفة تجري بين المتظاهرين والكتائب الأمنية الموالية للقذافي.
وأشار إلى أن هناك عددا من القتلى والجرحى حسب شهود، مؤكدا أن السلطات الليبية منعت وصول سيارات الإسعاف إلى المكان.
خارطة تبين المدن الثائرة على نظام معمر القذافي (اضغط هنا للتكبير)
حصار المساجدوفي طرابلس حاصرت قوات القذافي مساجد اعتصم فيها الآلاف من مناهضيه عقب صلاة الجمعة، وأطلقت عليهم الغازات المسيلة للدموع، كما نصبت الكتائب الأمنية كثيرا من حواجز التفتيش في شوارع المدينة.
وقال وليد –وهو شاهد عيان من طرابلس- في اتصال مع الجزيرة إن الوضع في المدينة "متأزم جدا"، وإن قوات القذافي خطفت الكثيرين ما بين سبعين ومائة شخص واقتادتهم إلى وجهة مجهولة.
وأضاف أن هناك تواجدا أمنيا كثيفا في محيط المساجد في طرابلس، وأن "مرتزقة" وقفوا في أبواب بعض المساجد رافعين لافتات تساند القذافي.
وفي حي تاجوراء بطرابلس فرقت الكتائب الأمنية بالرصاص والغازات المسلية للدموع متظاهرين مناهضين للقذافي، خرجوا محتجين بعد صلاة الجمعة.
وكان بيان تأسيسي لائتلاف شباب ثورة 17 فبراير قد دعا في الأيام الأخيرة إلى الخروج اليوم بعد صلاة الجمعة في مظاهرات ضد القذافي في كل الساحات المقابلة لمساجد طرابلس.
وفي السياق منعت السلطات الليبية الإعلاميين من مغادرة فندق يتجمعون به في جنوب طرابلس لتغطية الاحتجاجات عقب صلاة الجمعة.
وبررت السلطات ذلك بالقول إن وجود الإعلاميين في أوساط المتظاهرين "سيؤجج العنف"، حسب ما قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم.
وذكر إعلاميون لوكالة رويترز للأنباء أن مناطق محيطة بالفندق الذي يضم نحو 130 من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء شهدت إطلاق نار وصفه المتحدث الليبي بأنه "محاولة من المتمردين لتخريب البلاد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق