رى الأراضى الزراعية من مياه الصرف الصحى
يقول الإعلامى محمد أبو رحاب مدير مكتب قناة أبو ظبى بالقاهرة وأحد أبناء قرية فانوس انه منذ 20 عاما صدر قرار بإنشاء مصرف البطس والذى يقوم بنقل مياه الصرف الصحى الى قرى المظاطلى وفانوس وقصر رشوان والعزب التابعة لها لرى الأراضى الزراعية وتم تنفيذ هذا المشروع بدعم من منحة هولندية مؤكدا أن جميع المزارعين رحبوا بالمشروع عندما علموا ان هذه المياه سيتم تنقيتها من الشوائب وان تكون 50 % فقط من المياه والباقى مياه من النيل الا انه تم تنفيذ المشروع ولم يتم عمل أى تقنيات لتنقية المياه مما نتج عنه رى أكثر من 20 ألف فدان بمياه الصرف الصحى بنسبة 100% مؤكدا أن ذلك تسبب فى ارتفاع نسبة الملوحة فى التربة وضعف انتاجية الفدان حيث أصبح ينتج 2 أردب من القمح بدلا من 20 أردب وكذلك باقى المحاصيل.
كما أشار إلى أنه تم أخذ عينة من المياه وإرسالها لمركز البحوث الزراعية لتحليها وبيان من تأثيرها على التربة وقد أثبتت نتائج التحاليل عدم صلاحية المياه لرى الأراضى الزراعية وأنها تقلل من خصوبة التربة وتؤثر على إنتاجية المحاصيل كما أن المحاصيل الناتجة عن هذه المياه لا تصلح للاستخدام الآدمى كما أن هذه التقارير لم ينظر لها أى مسؤل او يهتم بها رغم شكوى المزارعين أكثر من مرة .
كما أكد يوسف أبو رحاب (مزارع ) أن مياه الصرف الصحى أصبحت تملأ كافة الترع والمصارف بالقرية مما تسبب فى انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين حيث أصيب عدد كبير من أبناء القرية بمرض الالتهاب الكبدى الوبائى والفشل الكلوى كما أصيبت عدد من الماشية بالقرية بأوبئة وأمراض غريبة نتيجة شربها من هذه المياه.
وقال إبراهيم باهى أحمد مزارع من قرية المظاطلى انه بعدما تسببت مياه الصرف الصحى فى انخفاض إنتاجية المحاصيل وضعف دخل المزارع كان الملجأ الوحيد لهم هو بنك التنمية والائتمان الزراعى إلا أنه لم يكون اقل قسوة من مياه الصرف الصحى حيث أكد أنه اقترض من البنك عام 1996 مبلغ 600 جنيه قرض على محصول الذرة وعندما جاء موعد السداد فؤجئ بموظف البنك يعرض عليه عدم السداد مقابل قلب الدين الى قرض جديد على محصول القمح وبالفعل تم قرض الدين مع مضاعفة الفائدة والمبلغ المقترض وهكذا من محصول الى محصول يقول موظف البنك بقلب الدين وهو جالس فى مكتبه ويراكم المديونات لدرجة أنه أحيانا كان موظفو البنك يقومون بصرف أسمدة زراعية لى من المتراكمة بالبنك عندما يأتى موعد السداد حتى يتم عمل قرض جديد بفوائد جديدة ويتراكم الدين وأعجز تماما عن سداده والأرض لا تأتى بمحصول يكفى لمصاريف اسرتى بعدما انعدمت خصوبتها من مياه الصرف الصحى.
أما باهى فيتعجب والدموع تذرف من عينيه قائلا : انا لا أدرى ماذا افعل فقد كنت فريسة لإهمال المسئولين ورى أرضى بمياه الصرف الصحى وبنك التنمية والائتمان الزراعى حتى أصبحت الآن أقف عاجزا مكتوف الأيدى لا أدرى ماذا أفعل ؟
أما حسن أبو دياب (مزارع) فقد أكد ان قصته مع بنك التنمية والائتمان الزراعى بالقرية بدأت منذ 10 سنوات عندما زرع محصول القمح ولم يحصل على أى إنتاج نتيجة ملوحة التربة وريها بمياه الصرف الصحى فتوجه إلى بنك التنمية والائتمان الزراعى وقام بعمل قرض بقيمة 10 آلاف جنيه وحاول ان ينفق جزء كبير من المبلغ على الأرض ويدعمها بالأسمدة الجيدة حتى يحصل على محصول جيد ويستطيع سداد الدين إلا أن تأثير مياه الصرف الصحى على التربة كان أقوى من تأثير الأسمدة وبالفعل حصل على إنتاج ضعيف جدا من المحصول وعندما ذهب إلى البنك عرضوا عليه قلب الدين إلى محصول آخر مع زيادة الدين ونسبة الفوئد ومن وقتها إلى الآن يتم قلب الدين من محصول إلى آخر حتى وصل الدين الآن من 10 آلاف جنيه إلى 70 ألف جنيه.
كما أشار إلى أن كل مزارع يوجد له بالبنك ما يسمى بالفيشة وكل فترة يتم إضافة مبالغ مالية على المزارعين بحجة قيام الجرارات التابعة للجمعيات الزراعية بعمل خدمات فى الترع والمصارف وعلى الفلاح سداد المقابل المادى لهذه الخدمات.
ويؤكد كامل إبراهيم (72 سنة مزارع ) أنه هو وأبناء عائلته يعتمدون بشكل أساسى على الزراعة وأنه ليس لدى أى منهم مهنة أخرى وهى مصدر رزقهم الوحيد إلا أنه منذ بداية تنفيذ مشروع مصرف البطس ورى الأراضى بمياه الصرف الصحى أصبحت الزراعة بالنسبة لهم غير كافية حيث تسببت المياه الملوثة فى انبات التربة لنباتات حشيشية غريبة تسبب تلف المحاصيل فاضطر المزارعون إلى اللجوء إلى بندك التنمية والائتمان الزراعى وبدأ كلا منهم بصرف مبلغ 400 او 600 جنيه وبعدها تراكمت الديون حتى وصل الآن مديونية كل شخص من أبناء عائلته 20 ألف جنيه بحد أدنى وعددهم حوالى 180 مزارعا.
وأكد أن الفلاح المصرى لا يرى أى بريق للأمل فى تصريحات المسؤلين مؤكدا أنه وكل الفلاحين يشعرون أنهم مهمشين ولا قيمة لهم فلا أحد يذكرهم او يهتم بهم رغم أن الفلاحين هم العمود الفقرى للوطن والمحاصيل التى نزرعها ونرويها بمياه الصرف الصحى تصل إلى كل مصرى وتعرض الكل للخطر وأشار إلى أنه يطالب المسئولين بالنظر إلى الفلاح كما نظر إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واسقط عنه الديون ورفع من شأنه .
وقال ثابت سيد عبد الغنى مهندس زراعى، إن مياه الصرف الزراعى التى تروى بها هذه الأراضى تتسبب فى تكوين طبقة صماه على سطح التربة وارتفاع نسبة الملوحة بها مما يؤثر على المحاصيل، مشيرا إلى أن الجمعيات الزراعية لا يتوفر فيها سماد فوسفات النشادر رغم أن السماد الوحيد المناسب لهذه التربة لوجود نسبة عالية من الملوحة بها.
وطالب المزارعون بالوقوف بجانيهم وإلغاء 25 % من الديون المتراكمة عليهم ببنك التنمية والائتمان الزراعى مع جدولة الديون بطريقة تتناسب مع الفلاح وتركيب ماكينات لإزالة الشوائب من مياه الصرف الصحى وتنقيتها قبل الوصول إلى أراضى وتوفير الأسمدة المناسبة للتربة بالجمعيات الزراعية.
وأكد كمال الشريف وكيل وزارة الرى بمحافظة الفيوم، لليوم السابع، أن مصرف البطس يعد من أكبر المصارف بمحافظة الفيوم وانه يقوم بنقل مياه الصرف الزراعى لإعادة استخدامها فى رى الأراضى وترشيد استهلاك المياه ولا يقوم بنقل مياة الصرف الصحى مؤكدا أنه إذا كانت هناك شكاوى من الأهالى بوجود مياه صرف صحى بالمصرف فهذه قد تكون مخالفات يقوم بها اهالى القرى التى يمر بها المصرف ويقومون بالقاء الصرف الصحى بالمصرف مشيرا إلى أن هذا المصرف تم عمله بغرض خدمة الأراضى الزراعية التى لا يصل إليها المياه عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق