مظاهرات ميدان التحرير
وأضافت الوكالة فى تقرير لها إن الإحباط المتنامى فى مصر بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إسقاط الرئيس حسنى مبارك يقدم تناقضاً بارزاً مع التشجيع المتزايد للتطلعات العربية، والذى برز فى خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس، والذى أسماه موسم التغيير. فقد قال أوباما إن الأحداث التى شهدتها الأشهر الستة الأخيرة تظهر أن استراتيجيات القمع لن تنجح بعد الآن.
ورغم أن تونس كانت مهد الثورات العربية، إلا أن ثورة مصر التى استمرت 18 يوماً هى الحدث الأبرز بلا شك، فى ملحمة التحديات التى يواجهها النظام السياسى فى المنطقة، كما أن مصر تسلط الضوء أيضا على العقبات الضخمة التى تواجه الأهداف العربية الأكبر المتعلقة ببناء نظم جديدة دون توافر الوسائل المناسبة، والافتقار إلى القيادة الواضحة أو الرؤية بين أصحاب المصلحة السياسية الجديدة، والعلاقات عميقة الجذور مع النظام القديم فى كل جوانب الحياة تقريبا، ووجود قلة من المؤسسات القادرة على تحمل الأعباء فى الطريق نحو الديمقراطية.
وينقل التقرير عن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قوله إن هناك صراعا بين هؤلاء الذين يدفعون من أجل التغيير والآخرين المعارضين له، وهذا ما يفسر وجود غموض وارتباك.
ويضيف قائلاً إنه لا توجد ثورة نجحت فى الإطاحة بنظام قديم فى 24 ساعة، فالأمر يستغرق وقتاً، وبطرق عدة، يقول التقرير، تحمل مصر دروساً للثورات التى اندلعت فيما بعد فى المنطقة.
فكان من بين النقاط التى لم تكن فى مصلحة مبارك رفض الجيش الدفاع عن النظام بالهجوم على المتظاهرين. وهو ما لاحظته الأنظمة الأخرى، وعندما اندلعت الاحتجاجات فى سوريا والبحرين ردت القوات الأمنية ببعض الهجمات والاعتقالات والحملات.
وإذا كان هناك درس مستفاد من الانهيار السريع للأنظمة فى مصر وتونس، فهو "لا تتوقعوا أن هذا سيحدث مرة أخرى بهذه السرعة".
فقد انتقلت الانتفاضات العربية من قصص سريعة الأحداث إلى معارك تدريجية غير معلوم نتائجها. كما أنها أصبحت أكثر تعقيداً بسبب الولاءات القبلية المعقدة فى بعض الأماكن مثل اليمن والشبطة الطائفية فى سوريا التى تحكمها الأقلية العلوية ذات الروابط الوثيقة مع إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق