رجل الأعمال نصير الأسدى
العربى، لهذا لم تكن مفاجأة لى أن يكون "الأسدى" الأكثر تأثيراً فى البورصة الأردنية، حسبما أسفرت نتيجة الرأى الذى أجرته مؤسسة "فيوتشر" للإعلام الدولى.. وهو بهذا يتصدر قائمة تضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال وشخصيات تمارس أنشطة مالية واستثمارات بالأردن.. وقد حظى هذا الحدث باهتمام بالغ، حيث تناقلته جميع الوكالات الإخبارية وأكثر من مائة موقع إلكترونى.. وهذا ما أسرنى فى شخصية رجل بهذه المثالية، وأسعدنى أن أكتب عنه وقد ساهم بشكل واضح فى إنعاش السوق الأردنى على مدى عشر سنوات، حيث بلغ حجم تداول أسهمه ومجموعته فى البورصة الأردنية 20%، أى ما يعادل 15 مليار جنيه مصرى سنوياً.. والمعروف أنه فى السنوات الخمس الأخيرة تداول أيضاً 40 مليار جنيه تقريباً، والمعروف أن البورصة الأردنية تضم حوالى 600 ألف مستثمر.. والفترة الزمنية التى عاشها الأسدى بعيداً عن الأردن كانت فترة كساد للبورصة فقد أثرت على حجم التداول بشكل ملحوظ على السوق الأردنية، كما تردد أن عودة "الأسدى" إلى ممارسة عمله بالبورصة الأردنية، شجعت من التفاعل فى السوق الأردنى والأسهم العائدة للأسدى ومجموعته، وقوة التداول فى الشركات العائدة أيضاً.. فقد كان فى سنوات تواجده الجواد الرابح، الذى نتكسر أمامه كل الاجتهادات والحلول مهما تعالت، وبرغم هذه الإنجازات والنجاحات أدهشتنى الحروب التى تدار حوله والسهام تقوى فى وجهه والطعنات تتكاثر والأحقاد تحاول النيل من كفاحه.. ولا أعرف لماذا هذه الحروب التى تسعى للنهش من رسالته حتى فى الأردن.. بل وفى مسقط رأسه العراق.. يحاول الحاقدون محاربته فى وقت نتمنى فيه أن تنتبه الحكومة العراقية إلى دعمه والاستفادة من مشاريعه التنموية الفعالة واستثماراته العملاقة، لأنه ابن العراق وحريص ألا يقف بطموحاته عند حدود، مهما كانت الأحقاد والحروب، ونحن نعرف من وراء هذه الحروب، وهم ناس معروفون سوف نكشف مخططهم وألاعيبهم، لأن هؤلاء لهم مصلحة فى إبعاد نصير الأسدى عن السوق الأردنى.. ونحن لن نسكت وسوف نكشف مآربهم، لأن هذه المخططات للنيل من الأسدى، سوف نفضحهم وسنعلن عن أسمائهم وعن أحقادهم وصغر نفوسهم، وانعدام ضمائرهم.
فالذى يتابع ما يقوم به رجل الأعمال نصير الأسدى يشعر بما لا يدع مجالاً للشك، أن الرجل لم يتخل يوماً عن انتمائه لوطنه العربى، فهو من خلال مشاريعه الاستثمارية العملاقة يعزف سيمفونية رائعة مفعمة بالحس الوطنى، فقد قال لى إن مشروع المدينة الصناعية الذى يجرى تنفيذه حالياً فى مدينة العاشر من رمضان، هو من قبيل رد الجميل لمصر التى أعطت العالم العربى الكثير والكثير، لأن مصر كانت ولا تزال هى قلب العروبة النابض، وهى شريان المحبة الذى يغزى الإخوة العرب أجمعين وصمام الأمان للمنطقة العربية بأكملها.
ولهذا فحينما أكد لى الأسدى أنه قادم إلى مصر قريباً.. قلت له: إننا أولى بك ونحن نريد أن يكون معنا دائماً، والبورصة المصرية تفتح ذراعيها لك دائماً.
الأسدى كان قد أعلن أن ثورة 25 يناير غيرت من وجهة مصر، وهى بداية حقيقية للاستثمار الجاد فوق أراضيها، فقد أحدثت ما كان يرجوه المستثمرون العرب، لأنها هيأت المناخ للاستثمارات العملاقة فوق أرض مصر، ونجحت فى القضاء على الروتين وحركت الماء الراكد فى ساحة الاستثمار والأسدى من المستثمرين المشهود لهم بالكفاءة العالية فى تنفيذ المشروعات العملاقة، وهو ما سوف ينعكس بالإيجاب على حركة البورصة المصرية، خاصة أن لديه القدرة على جذب الاستثمارات العربية، وقد صرح الأسدى أنه بحلول شهر فبراير فى العام القادم.. سيكون قد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع المصرى الذى بدأ تنفيذه فى عام 2009، ومن المنتظر الانتهاء من جميع مراحله فى غضون سبع سنوات بحلول عام 2016.. وبهذا فإن مشروع المدينة الصناعية سيجلب استثمارات أجنبية ومحلية، تصل إلى مليار دولار، فضلاً عن أنه يوفر 50 ألف فرصة عمل مباشر وأيضاً 50 ألف فرصة عمل أخرى غير مباشرة، إلى جانب الاستعانة بالخبرات الأجنبية، المدينة الصناعية تضم عدة مصانع للملابس الجاهزة والصناعات الهندسية والإلكترونية وصناعة المجوهرات وصناعة الأثاث وصناعة المستحضرات الطبية ومواد التجميل وخدمات التخزين والمستودعات.
وسياسة "الأسدى" الناجحة لم تأتِ من فراغ، فهو يعرف كيف يخطط ويرسم ملامح مشاريعه بدقة ولا يعترف بالسقوط أبداً أو اليأس.. ولهذا فهو لم يستسلم حينما أخفقت البورصة الأردنية، وسريعاً استطاع أن يولد من جديد وأن يتعافى أسهم شركاته فى سوق المال.. ولهذا استحق الأسدى أن يطلق عليه لقب "طائر الفينيق" الذى لا يعرف الانكسار أو الانحناء أو العودة إلى الخلف، هو رمز التحدى، وطائر الفينيق هكذا هو معروف، طائر مثالى يقود كل رفاقه من الطيور الأخرى.. وإذا واجهته محنة أو حروب، فإنه يخرج دائماً منتصراً حتى لو احترق يعود أكثر نضارة وشباباً وقدرة على مواجهة الصعاب.
ولهذا كان نصير الأسدى بحجم الشموخ.. فبعد خسارته فى البورصة العالمية منذ سنوات ـ خسارة تكاد تفتك بأى مستثمر قوى ـ تماسك بفضل قوة الإرادة وإيمانه بالله سبحانه وتعالى، وبرغم أنه بدأ ينتعش ومتواجد فى العراق، إلا أنه يواجه الحروب والتحديات ليس لشىء إلا لأنه رجل فعال، فبرغم عدم تواجده فى الأردن، إلا أن أسهمه مرتفعة، فالأحقاد تطارده حتى فور إعلان نتيجة الرأى الذى أجرته مؤسسة "فيوتشر" والذى كان الأكثر تأثيراً فى البورصة الأردنية، لاحقته الأحقاد، لأن هذا قدر الرجل الناجح، الأسدى لا يعرف الذبول، خضرته دائمة، لا يطمئن قبل أن يرى كل من حوله فى أمان وسلام، هذا رجل عملاق تطول قامته السحاب.. ويأبى أن يكون وحيداً لأنه معطاء، يحول الصحارى إلى خضرة يلتقى فيها مع أبناء عشيرته.. هو الشمس إذ تدفئ الجميع ولا تنحنى.. إن سعادته هو دعم الآخرين.
وأقولها فى نهاية مقالى: تعالى فوق الصغائر.. لأن هؤلاء المحاربين ليسوا سوى أقزام.. كل أفعالهم الحقيرة لن تصل إلى شىء، وسوف ترتد ناراً إلى صدورهم.. ويبقى العمالقة علامات نورانية فى سماوات التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق