المصري اليوم ( بنو إسرائيل.. وجيلنا الحالى )

تساؤل كبير أطرحه على شبابنا، وهو يكمن فى محاولة الوصول بعلمنا القليل إلى الحكمة من متاهة بنى إسرائيل فى صحراء سيناء لمدة أربعين سنة؟.. بعد خروجهم من مصر والفرار من بطش وقهر فرعون لهم لعقود طويلة يقول الله تعالى فى سورة المائدة: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين)..  أظن والله أعلى وأعلم أن هذه المدة- أربعين سنة- هى مدة كافية لفناء الجيل القديم، الذى عاش قروناً يتجرع الذل والهوان فيها، وتمهيداً لتكوين أجيال جديدة تولد فى الحرية، وتترعرع فى الحرية، وتشب عن الطوق فى الحرية، وتجتاز مرحلة الشباب إلى الرجولة وهم أحرار، وبهم وبهم فقط سوف تكون دولة الوحدانية!! أيها الشباب.. لا تسمحوا لمن تجرعوا صنوف القهر، وتجرى فى عروقهم دماء الذل، أن يحكموكم بآرائهم المرتعشة، أو يوجهوكم بخنوعهم القديم، احكموا أنتم مصر، وبروح الشباب التى عبرتم بها إلى الحرية والكرامة.. احكموا مصر!.. طبعاً سوف ترتفع بعض الآراء التى سوف ترميكم بقلة الخبرة، وحداثة العهد بالحكم، لكن ذلك علاجه سهل ميسور، بتكوين مجلس من الحكماء والمستشارين الضالعين فى السياسة والحكم، على أن يكون رأيهم استشارياً.. كما أقترح ألا تقل سن المرشح لأى منصب حكومى أو وزارى أو رئاسى أو حتى نائب فى مجلس الشعب عن ثلاثين عاماً ولا تزيد على أربعين عاماً، كما أقترح أن تكون مدة التواجد فى المنصب- أى منصب- لا تزيد على أربع سنوات، مع إمكانية تجددها لمرة واحدة فقط، وبذلك نضمن أن تتداول السلطة دائماً بين الشباب مع ما يعنيه هذا من تجدد الفكر، وتوثب العقل مع القدرة العالية على استيعاب التطور فى التقنيات، الذى يقفز قفزات ضخمة، ومن يستطيع تطويع هذه التقنيات لخدمة وبناء وتطوير مصر إلا الشباب.. سيروا على بركة الله، والله يرعاكم. مهندس محمد عبدالعزيز خليفة داوود استشارى تصميم وبناء نظم معلومات الحاسب الآلى - جامعة القاهرة maakhalifa@yahoo.com