كانت الجزيرة العربية مجتمعاتٍ قبلية، ومعظم مناطقها تحكمها القبائل وليس فيها حكومةٌ مركزية. وكانت الصراعات والحروب، والتحالفات القبلية أمراً شائعاً بين قبائلها، ومنها قبائل قريش.
فمن قبائل قريش: بنو عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر بن كِنانة. وبنو عبد مناف أربعة: هاشم، والمطلب رهط عبيدة بن الحارث المقتول يوم بدر، وعبد شمس، ونوفل رهط جبير بن مطعم لم يتشعب
منهم إلا عبد شمس. فمن بطون عبد شمس: أمية بن عبد شمس، وعبد العُزى بن عبد شمس، رهط أبي العاصي ابن الربيع زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحبيب بن عبد شمس، رهط "عامر" بن كريز، وربيعة بن عبد شمس أبو عتبة وشيبة. وبنو أمية بن عبد شمس صنفان: الأعياص، والعنابس، فالأعياص: العاصي وأبو العاصي والعيص وأبو العيص بنو أمية. والعنابس: حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان بنو أمية، واسم أبي سفيان عنبسة. من الأعياص عثمان بن عفان، وعتَّاب بن أسيد عامل النبي صلى الله عليه وسلم على مكة، وآل سعيد بن العاصي. ومن العنابس آل أبي سفيان بن حرب مُعاوية وولده وأخوته، هؤلاء بنو عبد مناف بن قصي، وبنو قصي: عبد مناف، وعبد العزى، وعبد الدار سدنة البيت وأصحاب الألوية. ثم أسد بن عبد العزى بن قصي، رهط خديجة بنت خويلد، والزبير بن العوام، فهؤلاء بنو قصي بن كلاب. وبنو كلاب اثنان: قصي وزهرة. فزهرة رهط عبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، ومنهم آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم. هؤلاء بنو كلاب بن مرة. وبنو مرة ثلاثة: كلاب وتيم ويقظة أبو مخزوم. فتيم رهط أبي بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن جُدعان كان سيد قريش في الجاهلية. وبنو مخزوم بن يقظة منهم آل المُغيرة، ومنهم أم سلمة بنت أبي أُمية ابن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وخالد بن الوليد بن المغيرة، وسعيد بن المسيب الفقيه هؤلاء بنو مرة بن كعب. وبنو كعب ثلاثة: مرة، وعُديل، وهُصَيص فعدي بن كعب رهط عمر بن الخطاب وزيد بن عمرو بن نُفيل. وأما هُصيص فهم: سهن وجمح ابنا عمرو بن هصيص، من بني سهم عمرو بن العاص، ومن بني جمح: عثمان بن مضعون، وصفوان ابن أمية، وأبو محذورة مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء بنو كعب بن لؤي. وبنو لؤي جماعة تبنّا منهم ثلاثة: كعب، وعامر، وسامة، فمن عامر بن لؤي: بنو مالك بن حسل بن عامر رهط سهيل ابن عمرو وسودة بنت زَمْعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وبنو مَعيص ابن عامر، منهم ابن قيس الرقيات، ومنهم ابن العرقة الذي رمى سعد بن معاذ يوم الخندق فأصاب أكحله فقال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عرَّق الله وجهك في النار. وبنو سامة منهم بنو ناجية رهط عبَّاد بن منصور قاضي البصرة هؤلاء بنو لؤي بن غالب. وبنو غالب اثنان: لؤي وتيم الأدرم رهط ابن خطل الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله يوم الفتح فقتله علي ابن أبي طالب هؤلاء بنو غالب بن فهر. وبنو فهر ثلاثة: غالب والحارث ومحارب بن فهر رهط الضحاك بن قيس فهؤلاء قبائل قريش.(ألف)أولاد قصي وعبد مناف وأمهاتهم
قال ابن إسحاق : فولد قصي بن كلاب أربعة نفر وامرأتين عبد مناف بن قصي ، وعبد الدار بن قصي ، وعبد العزى بن قصي ، وعبد بن قصي ، وتخمر بنت قصي ، وبرة بنت قصي . وأمهم حبى بنت حليل ابن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي .
قال ابن هشام : ويقال حبشية ابن سلول
قال ابن إسحاق : فولد عبد مناف - واسمه المغيرة بن قصي - أربعة نفر هاشم بن عبد مناف وعبد شمس بن عبد مناف والمطلب بن عبد مناف ، وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة ، ونوفل بن عبد مناف وأمه واقدة بنت عمرو المازنية . مازن بن منصور بن عكرمة .
قال ابن هشام : فبهذا النسب خالفهم عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة .
وأبو عمرو ، وتماضر وقلابة وحية وريطة وأم الأخثم [ واسمها : هالة ] ، وأم سفيان بنو عبد مناف .
فأم أبي عمرو : ريطة امرأة من ثقيف ، وأم سائر النساء عاتكة بنت مرة بن هلال [ بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور ] ، أم هاشم بن عبد مناف وأمها صفية بنت حوزة بن عمرو ابن سلول [ واسمه مرة ] بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وأم صفية بنت عائذ بن سعد العشيرة بن مذحج .
ومن أهم الأحلاف القرشية التي سجلتها مصادر التاريخ، حلف الفضول الذي دعا اليه عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله.. وسمي حلف المطيبين، لأنهم أكدوا تحالفهم بغمس أيديهم في جفنة طيبٍ صنعتها لهم بنت عبد المطلب.
وكانت أهم بنود هذا الحلف: أن يحموا الكعبة الشريفة ممن يريد بها شراً، ويمنعوا الظلم فيها، وينصروا المظلوم حتى يصل الى حقه.
وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وآله، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة.. بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى الله عليه وآله أمضاه بعد بعثته، كما في مسند أحمد: 1| 190 قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلامٌ، فما أحب أن لي حمر النعم... وصححه الحاكم: 2|220
وكان هذاالحلف جواباً لحلف مضادٍ، دعا اليه بنو عبد الدار، فأجابتهم بعض قبائل قريش، وعرف حلفهم باسم (لعقة الدم) لأنهم ذبحوا بقرة، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقةً من دمها!
وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه.
وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم، اشترى منه قرشي بضاعة، وأراد أن يأكل عليه ثمنها..
والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب ، فدعوا الى حلف لعقة الدم، فدعا عبد المطلب في مقابلهم الى حلف المطيبين.
ـ قال اليعقوبي في تاريخه: 1|248
ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر، طلبت أن يحالف بعضها بعضاً ليعزُّوا، وكان أول من طلب ذلك بنو عبد الدار لما رأت حال عبد المطلب، فمشت بنو عبد الدار الى بني سهم فقالوا: إمنعونا من بني عبد مناف.... فتطيب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا حلف المطيبين.
فلما سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرةً وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه، فهو منا! فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فسموا اللعقة.
وكان تحالف المطيبين ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضاً.
وقالت اللعقة: قد أعتدنا لكل قبيلةٍ قبيلة.
ـ وقال اليعقوبي: 2|17
حضر رسول الله صلى الله عليه وآله حلف الفضول وقد جاوز العشرين، وقال بعدما بعثه الله: حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً، ما يسرني به حمر النعم، ولو دعيت اليه اليوم لأجبت.
وكان سبب حلف الفضول أن قريشاً تحالفت أحلافاً كثيرة على الحمية والمنعة، فتحالف المطيبون وهم بنو عبد مناف، وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، على أن لا يسلموا الكعبة ما أقام حراء وثبير، وما بلَّ بحرٌ صوفة.
وصنعت عاتكة بنت عبد المطلب طيباً فغمسوا أيديهم فيه...
فتذممت قريش فقاموا فتحالفوا ألا يظلم غريبٌ ولا غيره، وأن يؤخذ للمظلوم من الظالم، واجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي.
وكانت الأحلاف هاشم، وأسد، وزهرة، وتيم، والحارث بن فهر، فقالت قريش:
هذا فضول من الحلف، فسمي حلف الفضول.
ـ وفي سيرة ابن هشام: 1|85
فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف.
وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب، مع بني عبد الدار.
ويفهم من هذه النصوص وغيرها أن حركة التحالف بدأها بنو عبد الدار حسداً لعبد المطلب، فسعوا للتحالف ضده، فبادر عبد المطلب ومؤيدوه الى عقد حلف المطيبين قبلهم، ثم عقد بنو عبد الدار ومؤيدوهم حلف لعقة الدم.
ويفهم منها، أن أهداف حلف عبد المطلب حماية الكعبة ونصرة المظلوم، بينما هدف حلف بني عبد الدار مواجهة المطيبين!
الصراع على السلطة بعد قصي
إيماناً منه بفردية الحكم المطلق ، وحتى لا تتفرق مكاسبه وتتناثر ؛ ترك قصي بن كلاب كل سلطاته ووظائفه وسنته الذكية ، لولده البكر عبد الدار ، دون أخيه عبد مناف ؛ ورحل إلى عالم الأسلاف ، بعد أن أسس لقريش دولتها الواحدة في مكة ، ولكن قصي ما كان يعلم أن الحقد سيتملك قلب عبد مناف على ملك عبد الدار وما حظي به من تشريف ؛ فكان أن توارث الأبناء أحقاد الأباء ، وقام أبناء العمومة يستعدون القبائل على بعضهم وتجمع بنو عبد مناف مع مؤيديهم في حلف المطيبين ؛ فرد عليهم بنو عبد الدار وحزبهم بحلف الأحلاف ، وتجمع الفريقان للقتال من أجل السيادة على مكة .
ويشرح ابن كثير الأمر في قوله : " ثم لما كبر قصي ؛ فوض أمر هذه الوظائف التي كانت إليه من رئاسات قريش وشرفها ؛ من الرفادة والسقاية والحجابة واللواء والندوة إلى ابنه عبد الدار وكان أكبر ولده .. فلما انقرضوا تشاجر أبناؤهم في ذلك وقالوا : إنما خصص عبد الدار ليلحقه باخوته ؛ فنحن نستحق ما كان آباؤنا يستحقونه ، وقال بنو عبد الدار هذا أمر جعله لنا قصي فنحن أحق به ، واختلفوا اختلافاً كبيراً ، وانقسمت بطون قريش فرقتين ؛ فرقة بايعت بني عبد الدار وحالفتهم ، وفرقة بايعت بني عبد مناف وحالفوهم على ذلك " (1) .
ولعله واضح لمن أصاب خبرة ودربة مع كتب التراث ؛ انحياز هؤلاء الكتاب الواضح لحزب عبد مناف ، فيما وضعوه من تفاسير للأمر والتسميات ؛ كما ورد - كمثال - في شرح السيرة الحلبية لما حدث : " فلما مات عبد الدار وأخوه عبد مناف ؛ أراد بنو عبد مناف وهم هاشم وعبد شمس والمطلب ، وهؤلاء لأب وأم .. ونوفل أخوهم لأبيهم .. أن يأخذوا تلك الوظائف من بني عمهم عبد الدار ، وأجمعوا على المحاربة .. وأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيباً فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند باب الكعبة ، ثم غمس القوم أيديهم فيها ، وتعاقدوا هم وحلفاؤهم ، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً على أنفسهم ؛ فسموا المطيبين .. فتطيب منها بنو زهرة وبنو أسد بن عبد العزي ، وبنو تميم بن مرة ، وبنو الحارث بن فهر ، فالمطيبون من قريش خمس قبائل ، وتعاقد بنو عبد الدار وأحلافهم ، وهم بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عدي بن كعب ، على ألا يتخاذلوا ولا يسلم
بعضهم بعضاً ، فسموا الأحلاف لتحالفهم بعد أن أخرجوا جفنة مملوءة دماً ، من دم جزور نحروها .. وصاروا يضعون أيديهم فيها ويلعقونها فسموا لعقة الدم " (2) .
وكان واضحاً أنه برغم هذا الاصطراع ؛ أن المصلحة الاقتصادية العامة فرضت نفسها على جميع الأطراف ؛ فكان الحرص على المصالح التجارية ، وما سبق وحققه قصي من هيبة لقريش ؛ عاملاً جوهرياً في حقن الدماء ، وانتهى الأمر بالسلام ؛ حيث تقاسم أبناء العمومة ألوية الشرف الموروث حيث نجد ( برهان الدين الحلبي ) يتابع في سيرته القول : " ... ثم اصطلحوا على أن تكون السقاية والرفادة والقيادة لبني عبد مناف ، والحجابة و اللواء لبني عبد الدار ، ودار الندوة بينهم بالاشتراك " (3) ، لكن الواضح للمتعامل مع كتبنا الإخبارية أن بني عبد مناف قد علا نجمهم وفشا أمرهم ؛ إلى حد أنهم كانوا هم سفراء الأمان والإيلاف لدول العالم الكبرى حينذاك ، وهو ما لاحظه الدكتور ( أحمد شلبي ) وسجله بقوله : " وكان بنو عبد مناف الأربعة يتوجهون إلى الجهات الرئيسية الأربع التي كانت تتجه إليها قريش ، فكان هاشم يتجه إلى الشام ، وعبد شمس إلى الحبشة ، والمطلب إلى اليمن ، ونوفل ( أخوهم غير الشقيق ) إلى فارس ، وكان تجار قريش يذهبون إلى هذه البلاد في ذمة هؤلاء الأخوة الأربعة ، لا يتعرض لهو أحد بسوء " (4) .
أما ابن كثير فقد أكد أن بني عبد مناف قد " صارت إليهم الرياسة ، وكان يقال أنهم المجيرون ، وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ، ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم " (5) .
وقد استقرت ألوية الشرف ( القيادة والسقاية والرفادة ) المنتزعة من بيت عبد الدار لبيت عبد مناف ، في يد هاشم بن عبد مناف بالتحديد دون بقية إخوته ، لذا فما أن رحل أخوه عبد شمس عن الدنيا حتى ساورت ولده أمية الأطماع في أخذ ما بيد عمه من ألوية الشرف بالقوة ، ووقف نوفل مؤقتاً على الحياد ، وكادت الحرب تقطع صلات الرحم ، وتهدر الدم الموصول ، ومرة أخرى تفادى القوم الكارثة ، فرضوا بالاحتكام إلى كاهن خزاعي ؛ فقضى الكاهن بنفي أمية بن عبد شمس عشر سنوات إلى منفى اختياري ، ولم يجد أمية بداً من الرضي بحكم ارتضاه ؛ فشد رحاله إلى بلاد الشام ليقضي بين أهلها من السنوات عشراً (6) .
وهكذا : دارت العدوات حول هاشم ؛ عداوة بني عبد الدار ، وعداوة بني عبد شمس الذي انضم إلى حزب عبد الدار ( ونوفل يقف محايداً ) : عداوة بني عبد الدار لاعتبار ما بيد هاشم من ألوية شرف هو حق خصهم به جدهم قصي ، وعداوة بني عبد شمس لاعتبار أنفسهم شركاء في التشريف الذي ناله هاشم بن عبد مناف .
وكانت السنوات العشر التي قضاها أمية بن عبد شمس في منفاه الشامي رصيداً لبيته الأموي من بعده ؛ فقد ارتبط هناك بأهلها بأواصر السنين والمصاهرة التي كانت لأبنائه ذخراً وعتاداً ؛ حيث قامت هناك دولة كبرى بعد سنين ؛ يرأسها حفيده معاوية تلك التي عرفتها الدنيا باسم الدولة الأموية ، وكان حكم الكاهن الخزاعي مدعاة وفجوة بين بيت هاشم وبيت عبد شمس وولده أمية ؛ ورثها الأبناء والحفدة ؛ حتى فيما بعد قيام الدولة الإسلامية ؛ حيث استمر الصراع ممثلاً في الأمويين ( نسبة لأمية بن عبد شمس والعباسيين ( نسبة للعباس بن عبد المطلب بن هاشم الذي ظلت بيده ألوية الشرف ؛ من سقاية ورفادة بتصريح من النبي صلى الله عليه وسلم ) ، أو بين المذهب الشيعي والمذهب السني . ورغم محاولات قريش رأب الصدع مبكراً ، بعقد حلف الفضول بين الأطراف المتنازعة ، فإن الصدع استمر يغور ويتسع - باستمرار وإصرار - بين أبناء العمومة (7) . (باء)
بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش
وذكر المؤرخون أن بني عبد الدار ورثوا من جدهم قصي دار الندوة التي كانت شبيهةً بمركز لمجلس شيوخ قريش، تبحث فيها الأمور المهمة، وتتخذ فيها القرارات، كما ورثوا لواء الحرب، فكانوا هم أصحاب لواء قريش في حروبها..
ـ قال البلاذري في فتوح البلدان 60
فلم تزل دار الندوة لبني عبد الدار بن قصي، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها داراً للإمارة.
وقد قتل علي عليه السلام من بني عبد الدار كل من رفع لواء قريش في وجه رسول صلى الله عليه وآله، فبلغوا بضعة عشر، وروي أن بعضهم قتلهم عمه حمزة بن عبد المطلب!
ـ قال ابن هشام في: 3|587: واصفاً تحميس أبي سفيان وزوجته لبني عبد الدار في أحد:
قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه!
فهمُّوا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نسلم اليك لواءنا؟ !! ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع! وذلك أراد أبو سفيان.
فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:
ويهاً بني عبد الدار ويهاً حماة الأدبار
ضرباً بكل بتار
بنو عبد الدار علموا قريشاً فناً في الدفاع
ومن طريف ما ذكره المؤرخون عن بني عبد الدار الشجعان، أنهم أول من علم قريشاً أسلوباً في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم، فقد ابتكروا طريقة للإستفادة في الحرب من ترفع بني هاشم وسموهم الأخلاقي!
ـ روى ابن كثير في السيرة: 3|39، ناقلاً عن ابن هشام:
لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار، وأرسل الى علي: أن قدم الراية، فقدم علي وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: هل لك ياأبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم.
فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه علي فصرعه، ثم انصرف ولم يجهز عليه!
فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟
فقال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وعرفت أن الله قد قتله.
وقد فعل ذلك علي رضي الله عنه يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة، لما حمل عليه ليقتله أبدى له عورته، فرجع عنه.
وكذلك فعل عمرو بن العاص حين حمل عليه علي في بعض أيام صفين، أبدى عن عورته، فرجع علي أيضاً.
النضر بن الحارث رئيس بني عبد الدار
ـ قال ابن هشام: 1|195
وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العدواة، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم الي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟ !
قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله.
قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن، قول الله عز وجل: إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين.
وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن.
وذكر ابن هشام 1|239 قول النضر عن النبي صلى الله عليه وآله (وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتبتها كما اكتتبتها! !).
ـ وقال السيوطي في الدر المنثور: 3|181
وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو
الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع!
قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله.
ـ وروى نحوه في: 5|297، عن عبد بن حميد.
ـ وقال عنه في تفسير الجلالين 540
وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمداً يحدثكم أحاديث عادٍ وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن!
وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرين على النبي صلى الله عليه وآله
ـ قال ابن هشام: 1|191
قال ابن اسحاق: ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة في قبائل قريش في الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين.
ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة.... اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث أخو بني عبد الدار، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم...
قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، قال بعضهم لبعض: إبعثوا الى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا اليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقالوا له:
يا محمد، إنا قد بعثنا اليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمرٌ قبيحٌ إلا قد جئته فيما بيننا وبينك ـ أو كما قالوا ـ فان كنت إنما جئت بهذا الحديت تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً ـ فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مابي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني اليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم... الى آخر مناظرتهم.
ـ وقال ابن هشام: 2|331
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة... وقد اجتمع فيها أشراف قريش: من بني عبد شمس: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبوسفيان بن حرب. ومن بنى نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدى، وجبير ابن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بنى عبد الدار بن قصي: النضر ابن الحارث بن كلدة... الخ.
فقال أبوجهل بن هشام: والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد.
قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟
قال: أرى أن نأخذ من كان قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا اليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم.
ورواه الطبري في تاريخه: 2|98
كاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم
ـ قال ابن هشام: 1|234
اجتمعوا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا اليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. قال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشل بعض أصابعه.
ـ وقال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه: 2|31
وهمت قريش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها على ذلك، وبلغ أبا طالب فقال:
والله لـن يصلوا اليك بجمعهم حتى أغيَّبَ في التراب دفينا
ودعوتني وزعمت أنك ناصح ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
وعرضـت ديناً قد علمت بأنه من خير أديان البـرية دينا
فلما علمت قريش أنهم لا يقدرون على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أبا طالب لا يسلمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة ألا يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا ينا كحوهم، ولا يعاملوهم، حتى يدفعوا اليهم محمداً فيقتلوه. وتعاقدوا على ذلك وتعاهدوا، وختموا على الصحيفة بثمانين فضت الصحيفة فإذا الأرضة قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع بسم الله عز وجل.
فقالوا: ما هذا إلا سحر، وما كنا قطُّ أجدَّ في تكذيبه منا ساعتنا هذه! !
وأسلم يومئذ خلق من الناس عظيم، وخرج بنو هاشم من الشعب وبنو المطلب فلم يرجعوا اليه.
حرب بن أميّة
إنّه حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وفي عبد مناف يجتمع نسب عليّ ( عليه السلام ) والهاشميين مع أبناء عبد شمس.
قال المقريزي : وقد كانت المنافرة لا تزال بين بني هاشم وبين عبد شمس (1).
وقال : وكانت المنافرة بين هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وبين ابن أخيه أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وسببها أن هاشماً كانت إليه الرفادة مع السقاية ، وذلك أنّ أخاه عبد شمس كان يسافر وكان يقيم بمكة ، وكان رجلاً مقلاً وله ولد كثير ، فاصطلحت قريش على أن يلي هاشم السقاية والرفادة ، وكان هاشم رجلاً موسراً ، وكان إذا حضر موسم الحج قام في قريش فقال :
يا معشر قريش إنّكم جيران الله وأهل بيته ، وإنّكم يأتيكم في هذا الموسم زوّار الله يعظمون حرمة بيته ، وهم ضيوف الله ، وأحق المضيّف بالكرامة ضيفه ، وقد خصّكم الله بذلك وأكرمكم به ، حفظه منكم أفضل ما حفظ جار من جاره ، فأكرموا ضيفه وزوّاره ، فإنّهم يأتون شعثاً غُبراً من كلّ بلد على ضوامر كالقداح ، وقد أزحفوا وتفلوا وقملوا ، فأقروهم وأنموهم وأعينوهم.
وكانت قريش ترافد على ذلك ، حتى أن كان أهل البيت يرسلون اليسير على قدرهم ، فيضمّه هاشم إلى ما أخرج من ماله وما جمع مما يأتيه به الناس فإن عجز كمّله ، وكان هاشم يخرج في كلّ سنة مالاً كثيراً ، وكان قوم من قريش يترافدون فكانوا أهل يسار ، فكان كلّ إنسان منهم ربما أرسل بمائة مثقال هرقلية.
وكان هاشم يأمر بحياض من أدُم فتجعل في موضع زمزم ـ من قبل أن تحفر زمزم ـ ثم يستقي فيها من البئار التي بمكة فيشرب الحاج ، وكان أوّل ما
1 ـ النزاع والتخاصم : 18.
يطعمهم قبل التروية بيوم بمكة ، ويطعمهم بمنى وبعرفة وبجمع ، فكان يثرد لهم الخبز ، واللحم والخبز والسمن ، والسويق والتمر ، ويحمل لهم الماء حتى يتفرق الناس لبلادهم ، وكان هاشم يسمّى عمرواً ، وإنّما قيل له هاشم لهشمه الثريد بمكة ، وفيه يقول مادحه :
عمرو العلا هشم الثريد لقومه | ورجال مكة مسنتون عجاف |
وكان أمية بن عبد شمس ذا مال ، فتكلّف أن يفعل كما فعل هاشم من إطعام قريش فعجز عن ذلك ، فشمت به ناس من قريش وعابوه ، فغضب ونافر هاشماً على خمسين ناقة سود الحدق تنحر بمكة ، وعلى جلاء عشر سنين ، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي ـ جد عمرو بن الحمق _ وكان منزله عسفان ، وخرج مع أمية أبو همهمة حبيب بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك الفهري.
فقال الكاهن : والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر ، وما اهتدي بعَلَم مسافر ، من مُنجد وغائر ، لقد سبق هاشمُ أمية إلى المآثر ، أوّل منه وآخر ، وأبو همهمة بذلك خابر.
وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر ، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين.
قال العقّاد : فكان هذا أوّل عداوة وقعت في بني هاشم وبني أمية.
فقال الكاهن : والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر ، وما اهتدي بعَلَم مسافر ، من مُنجد وغائر ، لقد سبق هاشمُ أمية إلى المآثر ، أوّل منه وآخر ، وأبو همهمة بذلك خابر.
وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر ، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين.
قال العقّاد : فكان هذا أوّل عداوة وقعت في بني هاشم وبني أمية.
أقول : فهذا أمية والد حرب ، وكان كأبيه فقد حسد عبد المطلب بن هاشم على مآثره . ( جيم)
ثم أليس علي عليه السلام القائل في هذا المضمار رداً على معاوية حفيد حرب :
وأما قولك : إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن ، ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ، ولا المحق كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف خلفاً يتبع سلفاً هوى في نار جهنم :
ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 219.
وأما قولك : إنّا بنو عبد مناف فكذلك نحن ، ولكن ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق ، ولا المحق كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف خلفاً يتبع سلفاً هوى في نار جهنم :
ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 219.
بنو اميّة وبنو هاشم
في ميزان التاريخ
ـــــــــــــــــ
الأمويون في ميزان التاريخ
هذه المقالة من التاريخ(*)
https://secure25.nocdirect.com/~altareek/doc
https://secure25.nocdirect.com/~altareek/doc
ينتسب الأمويون إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وفي عبد مناف يلتقي بنو أمية مع بني هاشم، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة، لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش.. وجميع قريش تعرف ذلك وتسلم لهم الرياسة عليها(1).
وكانوا وحدة واحدة في اقتسام السلطة في مكة مع بني عمهم عبد الدار بن قصي، الذي فضله والده على سائر أبنائه، رغم شرفهم عليه، وجعل له الحجابة واللواء والسقاية والرفادة..
وكان زعيمهم في هذه المحاولة هو عبد شمس، أبو أمية، إذ كان أسن بني عبد مناف، وتفرقت قريش على ذلك بين فريقين، عبد مناف وعبد الدار..
ثم تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلاً سفاراً، قلما يقيم بمكة، وكان مقلاً ذا ولد، وكان هاشم موسراً (2).. وهكذا كانت السلطة في مكة عبارة عن مراكز نفوذ تقررها الأهمية الاقتصادية، دون أن يكون لأسرة ما أو زعيم ما السيادة الكاملة على غرار ما كان لقصي زعيم قريش الأول (3) .
وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة وما حولها (4)، وصاروا يداً واحدة تتحرك في تفاهم وتآلف، فلما ماتوا رثاهم الشعراء معاً، دون تفريق بينهم تماماً كما كانوا يمتدحونهم معاً (5)..
وهكذا تقتضي طبيعة الحياة العربية في الجاهلية أن يتناصر أبناء الأب الواحد، وأن تجتمع كلمتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا (6).
وأما الروايات التي تزعم وجود عداء مستحكم بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه قبل الإسلام، فهي واهية الأسانيد، لا تثبت، فهي تروي أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك (7) ، فهذه رواية لقيطة ليس لها راوي، تفوح منها رائحة الأسطورة والخيال، ويكذبها ما رواه ابن اسحاق من أن عبد شمس كان أسن بني عبد مناف (8) والروايات التي تروي أن منافرات حدثت بين هاشم وأمية بن عبد شمس، وبين عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية (9)، وكلتا الروايتين ترويان عن هشام الكلبي وهو راوية شيعي كذاب يرويهما كلتهما عن رجال مجهولين لا يعرف أسماءهم (10).
وهذه الروايات رغم سندها المعتل , ومتنها المصطنع كانت صدى لكل ما شيع من صراع بين بني أمية وبني هاشم , هذا الصراع الذي حاول الرواة أن يجعلوا له سنداً تاريخياً ثابتاً، رغم أن العلاقة بين القبيلتين كانت طيبة , يقول ابن خلدون : كان لبني عبد مناف في قريش جمل من العدة والشرف لا يناهضهم فيها أحد من سائر بطون قريش: وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم هما جميعاً ينتمون لعبد مناف، وينتسبون إليه، وقريش تعرف ذلك وتسأل لهم الرياسة عليهم (11) ..
يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد سئل: أيكم كان أشرف أنتم أم بنو هاشم؟ فأجاب: كنا أكثر أشرافاً وكانوا هم أشرف، وكان فيهم عبد المطلب , ولم يكن فينا مثله، فلما صرنا أكثر عدداً وأكثر أشرافاً، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا: منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف (12)؟ .
وهذا الكلام يفهم منه وجود نوع من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام، في ضوء ما نعرف من طبيعة الحياة العربية في مكة قبل الإسلام، ولكنه تنافس يحدث بين الإخوة أحياناً، وبين أبناء الأب الواحد، غير أنه لم يتطور ليصبح تربصاً وعداء كما يزعم المتزيدون (13).
ولدينا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، فقد كان عبد المطلب بن هاشم ـ زعيم الهاشميين في عصره ـ صديقاً لحرب بن أمية ـ زعيم الأمويين ـ كما كان العباس بن عبد المطلب بن هاشم صديقاً حميماً لأبي سفيان بن حرب بن أمية.
والغريب أن المقريزي الذي ألف كتاباً خاصاً عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم ، يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان (14)، فإذا كانت الصداقة الوطيدة قائمة، ووطيدة بين زعماء البيتين ـ الأموي والهاشمي ـ وهما أبناء أب واحد، وهو عبد مناف بن قصي، فإن الحدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لا سند له من تاريخ (15) .
وكل ما جاء في كتاب " النزاع والتخاصم " من أن العداوة مستحكمة بين بني أمية وهاشم وأنها قديمة لا يثبت أمام البحث العلمي النزيه.
والذين ينظرون إلى تاريخ بني أمية من خلال موقف أبي سفيان من الإسلام في مكة , ومن خلال ما دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من حروب يبنون على ذلك ـ كما فعل العقاد ـ أوهاماً من صراع تاريخي قبل الإسلام وبعده , بين بني هاشم وبني أمية وتلك أوهام ليس لها من التاريخ إلا رواية ملفقة أو أحداثاً عارضة لا تمثل قط صراعاً بين هذين الفرعين الكريمين من بني عبد مناف , وهما ذروة الشرف في قريش(16)، والذي يظهره البحث العلمي النزيه ـ وبعد ترك الروايات والأساطير الساقطة ـ هو أن العلاقة بين البطنين كانت طبيعية مثلها مثل العلاقة بين باقي بطون قريش...
لقد كان تعامل الأمويين مع الدعوة الناشئة هو نفس تعامل بقية بطون قريش للدعوة الجديدة من أمثال بني مخزوم وبني هاشم وغيرهم , ولنأخذ على ذلك مثالاً وهو كيفية تعامل بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم وأقرب بطون قريش إليه مع الدعوة، لقد كان منطق العصبية السائد في الجاهلية يقتضي أن يتلقف بنو هاشم الدعوة الجديدة التي تحقق لهم العزة والشرف بالإيمان والنصرة , وأن يقفوا خلف النبي الهاشمي بالتأييد والبذل، وقد وقفوا إلى جواره فعلاً في بعض المواقف ولعل أشهرها حصار الكافرين لهم في شعب بني هاشم، ولكنهم في النظرة الشاملة انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض , ومؤمن وكافر، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من قبائل مكة..
والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس (17) عنه، وكانت معه زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وابنيه عتبة وعتيبة اللذين طلقا بنتي النبي رقية وأم كلثوم ليشغلا محمداً (18) ببنتيه، وكان ابنه عتبة يشارك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه فنهشه أسد في بعض أسفاره(19)..
بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش (20) فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم (21)..
وقد كان أبو لهب في كفره وعناده مثالاً مشهوراً , ولكنه لم يكن الهاشمي الوحيد الذي كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وجهد في إيذائه وحربه، فقد كان في أسرى المشركين يوم بدر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب , وعقيل بن أبي طالب , ونوفل بن الحارث، وحليفهم عتبة بن عمرو بن جحدم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فداءهم فيمن افتدى من أسرى قريش (22)، وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممن شهد قتال يوم بدر مع المشركين ونجا من القتل والأسر (23) , وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأخوه من الرضاعة ـ أرضعتهما حليمة السعدية أياماً ـ وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان له ترباً , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه عداوة لم يعادها أحد قط، ولم يدخل الشعب مع بني هاشم وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان من المجاهرين بالظلم له صلى الله عليه وسلم ولكل من آمن به قبل الهجرة (24).
إن أعظم النصرة والتأييد لقيهما النبي صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب الذي تحمل في سبيل ذلك ضغوطاً هائلة من قريش , ولكنه ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته وفياً لدين آبائه، فمات على ملة الأشياخ من قومه (25)، وظل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الآخر في مكة، واشترك مكرهاً ضده في غزوة بدر وأسر بها، ولكنه لم يهاجر إلى المدينة , ويعلن إسلامه إلا والرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة (26)..
وقد أسلم في مكة نفر من بني هاشم , وبذلوا في سبيل الدعوة الكثير مثل على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم , ولكنهم كانوا يشاركون غيرهم من غير بني هاشم في ذلك , كأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يكن بذلهم لأنهم هاشميون بل لأنهم مسلمون، ويظل إيمانهم دليلاً على صدق القول باختلاف استجابة الأفراد للدعوة الإسلامية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية (27).
وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة (28) ، وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..
ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق (29)..
وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم (30) ، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك (31) .
وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه (32).
وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى (33)، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين (34) ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (35) ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب (36).
وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو (37)، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها (38).
وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية
على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً (39)، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.
لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان..
فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال (40) ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية.(دال) .
انتهى القسم الاول من:
أهمّ تداعيات جذور الخلاف
بين
أولاد عبد مناف
ويليه القسم الثاني ان شاء الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــ
الهامش
ــــــــــــــــــــ
(ألف)
هوامش (باء)
•1. ابن كثير : البداية و النهاية ، ج2 ، ص 194 .
•2. برهان الدين الحلبي : السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون إنسان العيون ، دار المعرفة ، بيروت ، د . ت ، ج1 ، ص 21 ، 22 .
•3. نفسه : ص 22 .
•4. أحمد شلبي : السيرة ، ج1 ، ص 127 .
•5. ابن كثير : البداية و النهاية ج2 ، ص 236 .
•6. الطبري : التاريخ ، ج2 ، ص 123 .
ابن هشام : السيرة ، ج1 ، ص 123 .
(جيم)
هوامش(دال)
المصدر : كتاب الدولة الأموية للدكتور علي الصلابي
الهوامش :
1- النجوم العوالي للعصامي (3/2) .
2- السيرة النبوية ابن هشام (1/137 ـ 138 ، 141) .
3- الحجاز والدولة الإسلامية ص 87 .
4- تاريخ الطبري (2/252) .[1][1]
5- السيرة النبوية ابن هشام (1/144 ـ 148) .
6- الدولة الأموية المفترى عليها ص 122 .
7- النزاع والتخاصم للمغريزي ص 181 .
8- السيرة النبوية ابن هشام (1/137).
9- النزاع والتخاصم ص 181، الدولة الأموية شاهين ص 122 .
10- الدولة الأموية المفترى عليها ص 122 .
11- تاريخ ابن خلدون (3/2) .
12- البداية والنهاية (8/138) .
13- الدولة الأموية المفترى عليها ص 123 .
14- العالم الإسلامي في العصر الأموي ص 2 .
15- المصدر نفسه ص 5 .
16- المناهج الإسلامية لدراسة التاريخ د. محمد رشاد خليل ص 24 .
17- السيرة النبوية لابن هشام (2/64 ـ 65) ، والسيرة للصَّلابي (1/404) .
18- السيرة النبوية لابن هشام (2/219) ، الدولة الأموية شاهين ص 125 .
19- أنساب الأشراف (1/130 ـ 131) .
20- السيرة النبوية ابن هشام (1/339) .
21- السيرة النبوية ابن هشام (2/183) .
22- تاريخ الطبري (2/465 ـ 466) .
23- المصدر السابق (2/462) .
24- في اختصار المغازي والسير ، لابن عبد البر ص 44 .
25- زاد المعاد (2/46) السيرة النبوية لابن هشام (1/256) .
26- السيرة النبوية لابن هشام (4/12) .
27- الدولة الأموية المفترى عليها ص 127 .
28- السيرة النبوية ابن هشام (3/70 ـ 71) .
29- البخاري ، رقم 3687 ، 3856 .
30- السيرة النبوية لابن هشام (2/212) .
31- الدولة الأموية المفترى عليها ص 127 .
32- السيرة النبوية (1/292 ـ 293) .
33- السيرة النبوية ابن هشام (1/260) .
34- تاريخ الطبري (2/318) .
35- السيرة النبوية ابن هشام (1/263) .
36- المصدر نفسه (1/262) .
37- المصدر نفسه (1/315) .
38- نسب قريش ص 104 ـ 105 .
39- تبيين في أنساب القرشيين ص 209 .
40- الشيعة وأهل البيت ص 141 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق