عاصفة ترابية تجتاح الكويت
ففى الرابعة من بعد ظهر أمس، أطلت غيمة سوداء فوق منطقة "العبدلى" فى مشهد يشبه منظر الكويت إبان حرق آبار النفط، وما هى إلا دقائق حتى عصف «الغول» الترابى بالمزارع والمنتزهات الواقعة شمال البلاد، مما أحدث فوضى وإرباكا عارمين، وترددت معلومات أن عددا من المواطنين والمقيمين أصيبوا باختناقات بسبب العاصفة.
ووفقاً لما نشرته جريدة القبس الكويتية، فإنه بمجرد وصول «الغول» الترابى إلى منطقة العبدلى حتى انتشرت الرسائل الهاتفية، التى تحذر من سبق السرايات واندفع المواطنون المقيمون فى سباق مع الزمن من يصل أولا إلى وجهته، فالمواطنون والمقيمون سارعوا إلى العودة إلى منازلهم، ولكن معظمهم خسروا فى لعبة الوقت، إذ أن الغول الترابى كان أسرع وأعنف وحول المشهد فى معظم مناطق البلاد.
فقد حدث ارتباك عام فى الشوارع والطرقات وكافة المناطق السكنية كما تم إغلاق المطار وتعطل حركة الملاحة الجوية والبحرية، الأمر الذى تبعه إرباك عام فى مطار الكويت كما انهالت اتصالات الاستغاثة من مواطنين ومقيمين على وزارة الداخلية، إذ علم أن وزارة الداخلية تلقت أكثر من 20 بلاغا عن مفقودين فى البر، وقد عجزت دوريات الأمن من الوصول إليهم بسبب انعدام الرؤية، كما علم أن أكثر من 20 شخصا طلبوا المعونة من خفر السواحل بعد أن علقوا فى البحر.
كما حدثت فوضى مرورية عارمة، واضطر السائقون إلى التوقف على حافة الطرقات بسبب انعدام الرؤية، وقد وردت معلومات بأن عدداً من كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض حساسية قد تعرضوا لحالات اختناق داخل السيارات.
واتخذت وزارة الداخلية الكويتية قراراً سريعاً بنشر الدوريات على تقاطعات الطرق وتحديداً الرئيسية، وذلك بهدف تسهيل تحركها فى التعامل مع البلاغات وتحولت إدارة الطوارئ الطبية فى وزارة الداخلية إلى «خلية نحل» وعملت على تلبية نداءات العشرات من المصابين باختناقات فى مختلف المناطق.
وتحولت المساجد والمجمعات التجارية إلى ملاذٍ آمن لكثير من المواطنين والمقيمين الذين تقطعت بهم السبل، ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لتفادى العاصفة.
واستقبلت المراكز الصحية والمستشفيات وتحديداً المراكز الخاصة لمعالجة أمراض الحساسية مئات المرضى الذين تعرضوا لاختناقات بسبب الغبار.
وتزامناً مع موجة العاصفة مع نهاية الأسبوع، فقد كان عدد كبير من المواطنين والمقيمين على البحر أو الواجهات البحرية ووردت معلومات عن أضرار كبيرة فى المنتجعات السياحية على الواجهة البحرية، كما علقت عشرات السيارات فى الرمال.
وقال الخبير الفلكى صالح العجيرى، إن غبار العاصفة مستورد من العراق، وهو مقدمة لسرايات، متوقعا ان العاصفة ستخف بعد ساعات قليلة من هبوبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق